متى يكتشف الحمل خارج الرحم؟

يُعتبر الحمل خارج الرحم من الحالات المرضية شديدة الخطورة التي تحدث في 2% من السيدات الحوامل، وهو أحد أكثر الأسباب شيوعًا للوفاة في الثلث الأول من الحمل.

يحدث نتيجةً لانغراس البويضة المخصبة خارج الرحم، سواء في قناة فالوب والمبيض أو عنق الرحم أو مكان القيصرية السابقة، المعروفة أيضًا بندبة الحمل وتجويف البطن. ومن المهم التعرف على كيفية اكتشاف الحمل خارج الرحم وأهم الأعراض المرتبطة به لتجنب المخاطر المرتبطة به.

العلامات والأعراض المبكرة للحمل خارج الرحم:

الم البطن

 ويعد الألم في البطن في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل من أهم العلامات المبكرة للحمل خارج الرحم، وتشعر به نحو 75% من النساء المصابات. حيث تشعر النساء المصابات بالألم يبدأ بشكل مفاجئ أو عدم ارتياح في منطقة أسفل البطن، وقد تشعر النساء المصابات بمغص قد يكون حادًا ويشبه التقلصات والذي يمتد إلى منطقة الحوض. وقد يظهر الألم في البطن في مناطق مختلفة حسب موقع الحمل خارج الرحم.

 

فمن الممكن أن يرتبط الألم بمنطقة المعدة أو الجانب الأيمن من البطن، خاصة إذا كان الحمل خارج الرحم يقع في منطقة البطن والكبد. وقد تعاني بعض النساء من نوبات الألم الحادة في البطن مع شعور بالغثيان.

 

ويزداد الألم والتشنجات مع تأخر التدخل الطبي وقد يكون ناجمًا عن حدوث نزيف داخل البطن أو تمزق الأنابيب في حالة الحمل داخل قناة فالوب. لذا يجب على الفريق الطبى ان يعى متى يكتشف الحمل خارج الرحم ويسرع فى التعامل معه.

 

النزيف المهبلي

 ويعد النزيف المهبلى ثاني أهم الأعراض الدالة على الحمل خارج الرحم، خاصة إذا ارتبط بالألم في البطن الذي تم الإشارة إليه سابقًا، مع توقف الدورة الشهرية في المرأة التي في سن الإنجاب.

 

ويحدث عادة خلال 6-8 أسابيع بعد توقف الدورة الشهرية. ولذا على المرأة أن تتابع الدورة الشهرية بحرص، وتقوم بحساب الحمل إذا تأخرت الدورة باستخدام حاسبة الحمل لمعرفة في أي أسبوع وأي يوم حملها. 

 

ولا يمكن الخلط بين الدم الناجم عن الدورة الشهرية العادية والمصاحب للحمل داخل الرحم والمصاحب لحمل خارج الرحم. يبدأ الدم المصاحب للدورة الشهرية بكميات قليلة ويزداد تدريجياً حتى اليوم الثاني أو الثالث، وعادةً ما تحدث الدورة الشهرية كل 28 يومًا وتستمر من 4-8 أيام. أما بالنسبة للمرأة الحامل التي انقطعت دورتها الشهرية، فإذا كانت تعاني من ألم شديد في البطن مع نزيف غير منتظم يحتوي على دم داكن وقليل، فهي تعاني غالبًا من حمل خارج الرحم. أما إذا كان الألم بسيط في البطن مع نزيف حاد وبه دم متجلط، فقد يكون الحمل داخل الرحم مصحوب بخطر الإجهاض. 

 

لذا على المرأة ان تعرض نفسها على الطبيب  لمعرفة متى يكتشف الحمل خارج الرحم وسرعة التعامل معه.

 

الم الكتف

 يُعد الم الكتف من أعراض الحمل خارج الرحم، ولكنه أقل شيوعًا من الأعراض السابقة. 

 

ومع ذلك، يعتبر عرضًا هامًا للغاية؛ حيث يحدث نتيجة للنزيف الداخلي الناتج عن تعقيدات الحمل خارج الرحم. يتسبب هذا النزيف في تهييج الغشائي البريتوني من خلال تجمعه تحت الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى الشعور بألم في طرف الكتف. 

 

لذا لابد من التوعية بالاعراض المختلفة ومتى يكتشف الحمل خارج الرحم.

 

توقيت الكشف عن الحمل خارج الرحم:

الأسابيع القليلة الأولى

 يُعد التشخيص الخاطئ للحمل خارج الرحم من الأمور الشائعة، حيث تشخَّص نصف الحالات تقريبًا بشكل غير صحيح. يحدث ذلك لأن المريضات يشكون من أعراض انقطاع الدورة مع ألم في البطن ونزيف مهبلي غير منتظم، مما قد يعزى إلى تأخر الدورة الشهرية أو الإجهاض. 

 

عادةً ما يتم اكتشاف الحالات في الأسابيع القليلة الأولى من الحمل وقبل الأسبوع الثامن. يعتبر الاكتشاف المبكر والتشخيص السريع أمرًا هامًا، حيث إن التشخيص الخاطئ أو التلكؤ فيه قد يؤدي الى موت الأم. 

 

أظهرت الأبحاث العلمية أن معظم النساء اللاتي يتوفين بسبب الحمل خارج الرحم يكون ذلك بسبب التشخيص الخاطئ. 

 

التقييم الطبي

 ويُعد التقييم الطبي الفوري لحالات الحمل خارج الرحم عاملًا مهمًا للحفاظ على حياة المريضة. وقد تحسن التقييم الطبي لمثل هذه الحالات بشكل كبير وملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب التقدم في تكنولوجيا الموجات فوق الصوتية وسرعة ودقة اختبارات نسبة الهرمونات في الدم. 

 

لذا، عند زيارة المريضة للطبيب والشكوى من ألم في البطن مع نزيف غير منتظم ومفاجئ مصحوب بانقطاع الدورة الشهرية، يجب أن يفحصها الطبيب وتكون نتيجة الفحص غالبا أن حجم الرحم طبيعي، مع وجود تكتلات في النسيج الضام وألم في عنق الرحم. 

 

وقد يلاحظ ازرقاقًا حول سرة المريضة، ويكون ناتجًا عن الدم الموجود بالغشاء البريتوني. لذا يجب ان تتابع السيدة الحامل مع الطبيب مبكر لمعرفة متى يكتشف الحمل خارج الرحم والتعامل. وللأسف، فإن جميع هذه الأعراض تتشابه مع حالات مرضية أخرى مثل الإجهاض وتمزق الجسم الصفراوي والتواء المبيض أو التهابات المسالك البولية أو مشكلات الجهاز الهضمي مثل التهاب الزائدة الدودية. 

 

لذا، يجب أن يُستكمل الفحص باستخدام الموجات فوق الصوتية وقياس مستويات هرمون هرمون الحمل في الدم.

يستخدم المسح بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل للتفرقة بين الحمل الطبيعي داخل الرحم، حيث يظهر بوضوح كيس الحمل والجنين، والحمل خارج الرحم ويكون مصحوبًا بكيس كاذب يحتوي على تجمع للسوائل. تصل نسبة دقة المسح بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل إلى 100% في الأسبوع الخامس من الحمل لذا معرفة متى يكتشف الحمل خارج الرحم وطرق تشخيصه امر هام للغاية. 

 

وقد تفشل الموجات فوق الصوتية في التعرف على موقع الحمل في بعض النساء وتشخص على أنهن يعانين من حمل في مكان غير معروف.

 

مراقبة مستويات هرمون الحمل

 يُعتبر استخدام عينات الدم ومراقبة مستويات هرمون الحمل (هرمون موجه الغدد التناسلية المشيمائية البشرية) من أهم وأدق الطرق لتشخيص الحمل خارج الرحم. 

 

حيث يكون إنتاج الهرمون أقل، ومعدل ارتفاعه يكون بطيئًا في حالة الحمل خارج الرحم مقارنة بالحمل الطبيعي. فمن المهم معرفة متى يكتشف الحمل خارج الرحم والطرق المختلفة لاكتشافه.

 

عوامل الخطر التي تؤدي لحدوث الحمل خارج الرحم: 

مرض التهاب الحوض

 يُعتبر مرض التهاب الحوض واحدًا من أهم عوامل الخطر لحدوث الحمل خارج الرحم. وقد أوضحت العديد من الدراسات وجود علاقة قوية بين العدوى وإصابات الحوض والحمل خارج الرحم، حيث ترتبط حالة من بين كل 3 حالات حمل خارج الرحم بعدوى الحوض.

 

وأوضح العلماء أن الأمراض المنتقلة جنسيًا تعد واحدة من المخاطر الرئيسية التي تؤدي للحمل خارج الرحم، كما في حالة داء المتدثرة الحثرية التناسلية (الكلاميديا)، وينتج من عدوى منقولة جنسيًا. كما ربط العلماء حالات الحمل خارج الرحم بعمليات سابقة في منطقة الحوض مع إمكانية حدوث التصاقات في الغشاء البريتوني وحول قناة فالوب بعد العملية. 

 

كما أن النساء اللواتي يستخدمن اللولب الرحمي أكثر عرضة لخطر الحمل خارج الرحم. وترتبط إصابات الحوض بالحمل خارج الرحم بسبب تكون ندبات نتيجة للإصابة، مما يعوق الحركة الطبيعية لقناة فالوب ويؤدي إلى زيادة خطر الحمل خارج الرحم. 

 

لذا يجب على النساء الاتى تعرضن لمخاطر مماثلة أن يتواصلن مع الطبيب لمعرفة متى يكتشف الحمل خارج الرحم و سرعة التعاطى معه.

 

الحمل خارج الرحم السابق

 أوضحت الدراسات العلمية أن نسبة تكرار حدوث الحمل خارج الرحم تزيد في النساء اللاتي سبق لهن الإصابة به بنسبة تصل إلى خمس إلى عشر مرات أكثر من النساء اللاتي لم يصبن من قبل. 

 

إلا أن الأشخاص الذين تعرضوا لحمل خارج الرحم متكرر كانوا أكثر عرضة للإجهاض من الأشخاص الذين تعرضوا لحمل خارج الرحم لمرة واحدة. 

 

كما أن التاريخ المرضي لحالات تكرار الحمل خارج الرحم يشير إلى تعرضهن لعمليات في منطقة الحوض، بما في ذلك العمليات المرتبطة بعلاج الحمل خارج الرحم. 

 

إلا أن المجموعتين اشتركتا في الألم في البطن واختلفتا في النزيف المهبلي، حيث أوضحت المجموعة التي تعاني من الحمل خارج الرحم للمرة الأولى انها أكثر عرضة للنزف من المجموعة التي تكرر معها الحمل خارج الرحم. 

 

ويعد التشخيص باستخدام الموجات فوق الصوتية ومستويات هرمون الحمل بالدم متماثلًا في المجموعتين. لذا فان الحمل خارج الرحم السابق يعد مؤشر للأم لتسأل طبيبها متى يكتشف الحمل خارج الرحم اذا كانت عانت منه من قبل.

 

مشاكل قناة فالوب

 تلعب قناة فالوب دور مهم بالتقاط البويضة من المبيض وتوجيهها نحو الرحم، ويحدث بها الإخصاب، وبالتالي فإن أي ضرر بها قد يؤدي إلى الحمل خارج الرحم. ومن المشاكل الشائعة التي تؤدي إلى تندب أو انسداد في قناة فالوب هو مرض التهاب الحوض التهاب بطانة الرحم أو حدوث حمل خارج الرحم سابقًا أو العمليات الجراحية السابقة في منطقة الحوض. 

 

وجميعها عوامل تحث المرأة ان تكون على وعى بأهمية معرفة متى يكتشف الحمل خارج الرحم والمبادرة السريعة لاكتشافه.

 

وختامًا، على المرأة أن تدرك خطورة الحمل خارج الرحم، حيث يؤدي إلى وفاة الكثير من النساء حول العالم كل عام إذا لم يتم التعامل معه بسرعة وبحكمة. 

 

وأن التلكؤ وعدم مراجعة الطبيب عند انقطاع الدورة الشهرية المصحوب ببعض الأعراض مثل الم البطن والنزيف المهبلي المفاجئ قد تكون له نتائج كارثية. 

 

وأن التدخل السريع قبل تفاقم الوضع هو الحل الأمثل لتجنب النزيف الداخلي وخطر الوفاة، خاصة إذا كانت تعاني من عوامل قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالحمل خارج الرحم، مثل حدوث حمل خارج الرحم سابقًا أو إجراء عمليات في منطقة الحوض أو تعرضها لمرض التهاب الحوض، والناتج غالبًا عن الأمراض المنقولة جنسيًا مثل المتدثرة الحثرية التناسلية (الكلاميديا). 

 

وعلى الطبيب بدوره، سرعة اتخاذ اللازم للحصول على التشخيص الصحيح من خلال الفحص وقياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (هرمون الحمل) بالدم، والتصوير بالموجات فوق الصوتية للتفرقة بين الحمل الطبيعي داخل الرحم والحمل خارج الرحم وتحديد مكانه. 

 

وعلى الاسرة والطبيب ان يعو جيدا متى يكتشف الحمل خارج الرحم والاساليب المختلفة لاكتشافه.

 

الأسئلة الشائعة

● هل يمكن اكتشاف حالات الحمل خارج الرحم باستخدام اختبار الحمل المنزلي؟

لا لأن اختبار الحمل المنزلي مصمم لتحديد وجود هرمون الحمل وليس لتتبع نسبة الهرمون. وهذا الهرمون يكون موجودًا في حالة الحمل الطبيعي والحمل خارج الرحم. لذا، يتعين تتبع نسبة الهرمون في الدم.

● ما هو علاج الحمل خارج الرحم؟

يعتمد علاج الحمل خارج الرحم على طريقتين رئيسيتين، وهما استخدام الأدوية مثل الميثوتريكسيت حيث يمنع هذا الدواء نمو الخلايا، مما يؤدي إلى إنهاء الحمل. والطرقة الثانية هى التدخل الجراحي بالمنظار لإزالة الحمل خارج الرحم، أو يمكن أن يحتاج إلى عملية مفتوحة للبطن، خاصة إذا كان هناك نزيف كبير

● هل يؤثر الحمل خارج الرحم على الخصوبة في المستقبل؟

يعتمد ذلك على مدى الضرر الذي سببه الحمل خارج الرحم للجهاز التناسلي، فقد يكون الضرر بالغًا في قناة فالوب مما يؤدي إلى مشكلات الخصوبة وضرورة اللجوء إلى وسائل الإخصاب في المعمل.

المصادر

Ali, M. M., Abdelsamad, A., & Ragab, Y. A. (2024). Curative effect of highintensity focused ultrasound in management of different types of ectopic pregnancy: A systematic review. iRADIOLOGY.‏

Sreelatha, S. (2024). Risk Factors and Maternal Outcome in Ectopic Pregnancy. EC Gynaecology, 13, 01-04.‏

Al Naimi, A., Moore, P., Brüggmann, D., Krysa, L., Louwen, F., & Bahlmann, F. (2021). Ectopic pregnancy: a single-center experience over ten years. Reproductive Biology and Endocrinology, 19, 1-6.‏

Orazulike, N. C., & Konje, J. C. (2013). Diagnosis and management of ectopic pregnancy. Women’s Health, 9(4), 373-385.‏ Mol, F., Van Mello, N. M., Mol, B. W., Van Der Veen, F., Ankum, W. M., & Hajenius, P. J. (2010). Ectopic pregnancy and pelvic inflammatory disease: a renewed epidemic?. European Journal of Obstetrics & Gynecology and Reproductive Biology, 151(2), 163-167.‏

Sivalingam, V. N., Duncan, W. C., Kirk, E., Shephard, L. A., & Horne, A. W. (2011). Diagnosis and management of ectopic pregnancy. Journal of family planning and reproductive health care, 37(4), 231-240.‏

Kraemer, B., Abele, H., Hahn, M., Wallwiener, D., Rajab, T. K., & Hornung, R. (2008). Cervical ectopic pregnancy on the portio: conservative case management and clinical review. Fertility and Sterility, 90(5), 2011-e1.‏

 

Lin, E. P., Bhatt, S., & Dogra, V. S. (2008). Diagnostic clues to ectopic pregnancy. Radiographics, 28(6), 1661-1671.‏

Karaer, A., Avsar, F. A., & Batioglu, S. (2006). Risk factors for ectopic pregnancy: A casecontrol study. Australian and New Zealand journal of obstetrics and gynaecology, 46(6), 521-527.‏

Murray, H., Baakdah, H., Bardell, T., & Tulandi, T. (2005). Diagnosis and treatment of ectopic pregnancy. Cmaj, 173(8), 905-912.‏

Butts, S., Sammel, M., Hummel, A., Chittams, J., & Barnhart, K. (2003). Risk factors and clinical features of recurrent ectopic pregnancy: a case control study. Fertility and sterility, 80(6), 1340-1344.‏

Ankum, W. M., Mol, B. W., Van der Veen, F., & Bossuyt, P. M. (1996). Risk factors for ectopic pregnancy: a meta-analysis. Fertility and sterility, 65(6), 1093-1099.‏

Coste, J., Laumon, B., Brémond, A., Collet, P., & Job-Spira, N. (1994). Sexually transmitted diseases as major causes of ectopic pregnancy: results from a large case-control study in France. Fertility and sterility, 62(2), 289-295.‏

Scroll to Top